Monday, July 31, 2017

تـــوهـــــــــــــان



بقالى فترة - كبيرة - مش مظبطة ، عندى حالة غريبة مش فاهماها وبحاول افهمها ... مرحلة غريبة من بعد ما اتخرجت عايشاها ... اول المرحلة هى الاحلام والطموحات والامانى ودى المرحلة الجميلة اللى بتمر علينا كلنا ، اللى هو انا هعمل كذا وكذا وكذا ، وتقريبا شبه مخطط لكل حاجة انت عايزها (على الاقل بتبقى عارف انت عايز ايه كويس اوى) ، وطاقة فظيعة بتبقى فينا وده حلو اوى على فكرة ... امسك فيها على اد ما تقدر وخلى نفسك طويل ... المرحلة دى لو ضيعتها بسرعة هتندم اوى ... متستعجلش وعيشها واتبسط وافرح على اد ما تقدر ، هتحس قدام بيها جدا

بعدها هتبدأ الدنيا تبقى حمل عليك وتحس ان انت رامى نفسك فى كذا حاجة ومش مبسوط ومش ده اللى انت عايزه ، تحس انك مجرد كمبيوتر بيعمل تاسك معينه انت قايلهاله ومش مبسوط ... او مش حاسس ... لأ ثوانى انت حاسس لسه ... خلينا فى المرحلة دى ... حاسس انك مش مبسوط ... تبدأ تعمل ليست باللى فى حياتك دلوقتى وتبدأ تتنازل عن حاجه حاجه فيه لانك شايف انه مش لازمك ومش مبسوط بيه - او من غيره - بالعكس انت لو شيلته من حياتك هيفضى وقت تحط فيه حاجه تانية تخليك مبسوط وانت أولى بالوقت ده ، ومن هنا هتبدأ تجيلك سعادة وقتية بعد ما تخلص من اى حاجة من اللى عليك فى الليست لمجرد احساس انك خلصت منها ... حاسس انك فى سبق دايما وعايز تلحق تعمل الحاجة اللى انت عايزها وعمال تجرى وبس ، مش حاسس بحلاوة اللى انت بتعمله ، كل اللى انت بتعمله انك بتجرى والحاجه اللى انت عايز تعملها أكنك ملزم بيها ، مش بتعملها علشان انت عايز تعملها ... عمال تجرى لحد ما نفسك اتقطع ومبقاش عندك طاقة تجرى زيادة ... مع ان المفروض ان فى الوقت ده هو وقت انى اعمل كل اللى نفسى فيه واستمتع بيه ... هو مش إلزام عليه انى اعمله ... انا بعمله علشان نفسى ، بعمله علشان المفروض يبسطنى ! بس فجأة بتلاقيه اتقلب إلزام ولو معملتهوش تبقى مذنب ! ، مذنب من وجهة نظر الناس قبل ما تكون مذنب من وجهة نظرك وبالتالى وجهة نظرههم دى مع الوقت هتتنقلك وهتحس انها وجهة نظرك انت من مبدأ (الزن على الودان أمر من السحر) ، تخيل كده انت عندك قناعتك الشخصية جدا فى حاجة بس كل يوم حد يجى يفضل يزن عليك بعكس قناعتك ، كل يوم زن لحد ما هتوصل فى يوم تبص بنظرتهم واللى هو تلاقى نفسك انت اللى بقيت بتكلم نفسك بأسلوبهم ! – الزن هنا مش مقصود بيه ان الناس بتفضل تيجى تقولك الكلام مباشرة ، ممكن يحصل كلام مباشرة وممكن اصلا تكون محاط بناس قناعتهم مختلفة عنك وقعدت فترة حلوة معاهم لحد ما تبدأ تسأل تفسك هو انا صح ولا هما اللى صح ؟! هو اللى بعمله ده صح ولا غلط - احساسك بالفشل لأن الناس هى اللى محسساك بيه ده فى حد ذاته مصيبة ! بعض الناس بيبقى عندها فراغ بالتالى بتضيع وقتها انها تتسلى على الناس التانية وطبعا مع الوقت بتلاقى نفسك (بتتحول) ، تبدأ تخلص من حاجة حاجة من اللى فى الليست (إنك مش عايز تكملها خلاص) ويبقى نفسك تحس انك عندك وقت فراغ ... مفيش حاجة وراك ... عايز اجازة من كل حاجه ... احيانا بتتمنى ان الدنيا تقف علشان تاخد نفسك وبعدين تتكى على زرار يرجعك للجرى تانى لما تحس انك جاهز ترجع للتراك تانى ! عارف انت احساس انك تبقى عندك وقت فراغ حلو اووى لو انت قعدت فترة كبيرة معندكش الموضوع ده ، قاعد عمال تحط فى تاسكات لنفسك وبس وأكنك اتقلبت جهاز بينفذ أوامر وبس ، احساس انك مفيش وراك حاجه وعايش فى ال لالاند مش ملزم تعمل اى حاجه دلوقتى ... بس الاحساس ده بيبقى مؤقت لانك
 عاجلا أو آجلا هتحس بملل رهيب من حياتك لما تفضى ... لما تفضل دماغك تفكر لدرجة متعرفش تنام من كتر ما بتفكر !

بعد ما تخلص من الحاجت اللى تقدر عليها فى الليست بتعتك ، وتاخد وقت مبسوط مؤقتا انك مش ملزم بحاجه هتبدأ مرحلة جديدة ... التوهان ... ترجع تانى تحس انك مش مبسوط والسعادة المؤقتة دى راحت ، تحس انك تايه مش عارف انت عايز ايه ولا نفسك فى ايه ... تبدأ تحط فى احتمالات لو عملت ده هتبسط ولا لأ ، طب كذا ، طب كذا ، ولا حياة لمن تنادى ! مش قادر تلاقى الحاجة اللى تبسطك ... احساسك فى الوقت ده انك مش عايز حاجة ولا نفسك فى حاجة احساس ال (ولا حاجة) ، مفيش هدف عايز تعمله او حاجة شدتك نفسك تعملها ، من هنا المرحلة دى لو طولت ومعرفتش تهرب منها بسرعة هتدخل فى سؤال بسيط (ايه الهدف من كل ده ؟ )

دماغك هتبدأ تودى وتجيب فى محاولاتك انك توصل لإجابة على سؤالك واللى فى مرحلة ما مش هتعرف تجاوب نفسك على السؤال ده ، هتستسلم حبة لدماغك فى ال (ولا حاجة) وحبة هتقول لا مش هعمل كده وهيفضل وضع (أخاصمك اه اسيبك لأ) موجود حبة حلوين اللى هو لا انت قادر تستسلم لل (ولا حاجة) ولا لاقى هدفك ! احساسى فى الوقت ده (انا فى سجن انا اللى ساجنة نفسى فيه ... لا قادرة اتعايش معاه ولا قادرة اخرج منه)

أعتقد ان حل المرحلة دى ان احنا نبص على الصورة من بره ونرجع تانى نعيد حساباتنا ونعمل ليست جديدة باللى فعلا عايزنه ونبدأ نشتغل عليه ، هتلاقى نفسك كتير مش قادر ومش عارف تلاقى ليست جديدة ولا قادر يبقى عندك الطاقة اللى تخليك تبدأ من جديد ، بتبدأ ترجع من الاول تانى لايه اللى وصلك لكده وازاى وصلت للمرحلة دى ! تبدأ تحلل احداث قديمة واسباب ممكن تكون هى اللى وصلتك للتوهان ده ... أعتقد انك انت احسن واحد ممكن يعرف الاسباب الصح ويعرف يحللها صح محدش هيقدر يعرف ده غيرك انت لان كل ده طالع منك انت ... لو وصلت للاسباب اللى خلتك توصل للنقطة دى ... دى بداية انك تعرف تطلع منها.